منتدى روائع طيبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


المشرف المهندس. أبو زياد البلوشي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
-تم إضافة تلاوات للقارئ ياسر الجابري- والأخ القارئ هاني العمري* وترقبوا الجديد*
-تم إضافة تلاوة للشيخ معجب السهلي رحمه الله في قسم االصوتيات والمرئيات- مقاطع فيديو... 
-ترقبوا التلاوة المميزة من شهر رمضان المبارك من مساجد المدينة المنورة ومن( دولة كويت وهي مفاجأة)

 

 اتخاذ القرار

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبو أحمد




ذكر
عدد الرسائل : 7
تاريخ التسجيل : 07/06/2008

اتخاذ القرار Empty
مُساهمةموضوع: اتخاذ القرار   اتخاذ القرار Icon_minitimeالأربعاء يونيو 18, 2008 1:57 pm

{فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ } . { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } .

إن كثيراً منا يضطربُ عندما يريد أن يتخذ قراراً ، فيصيبُه القلقُ والحيرةُ والإرباكُ والشكُّ ، فيبقى في ألمٍ مستمرٍ وفي صداعٍ دائمٍ . إن على العبدِ أن يشاور وأن يستخير اللهَ ، وأن يتأمَّل قليلاً ، فإذا غلب على ظنه الرأيُ الأصوبُ والمسلكُ الأحسنُ أقدم بلا إحجام ، وانتهى وقتُ المشاورةِ والاستخارةِ ، وَعَزَم وتوكَّل ، وصمَّم وَجَزَم ، لينهي حياة التردُّد والاضطرابِ .

لقد شاور صلى الله عليه و سلم الناس وهو على المنبر يوم أُحُد ، فأشاروا بالخروجِ، فلبس لأمته وأخذ سيفه ، قالوا : لعلَّنا أكرهناك يا رسول الله ؟ لو بقيت في المدينةِ . قال : (( ما كان لنبي إذا لبس لأمته أن ينزعها حتى يقضي اللهُ بينه وبين عدوِّهِ )) . وَعَزَم صلى الله عليه و سلم على الخروجِ .

إن المسألة لا تحتاجُ إلى ترددٍ ، بل إلى مضاءٍ وتصميمٍ وعزمٍ أكيدٍ ، فإن الشجاعة والبسالة والقيادة في اتخاذِ القرارِ .

تداول صلى الله عليه و سلم مع أصحابِه الرأي في بدرٍ : { وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ } ، { وَأَمْرُهُمْ شُورَى } ، فأشارُوا عليه فَعَزَم صلى الله عليه و سلم وأقدم ، ولم يلوِ على شيءٍ .

إن التردٌّد فسادٌ في الرأيِ ، وبرودٌ في الهمَّةِ ، وَخَورٌ في التصميمِ وشَتاتٌ للجهدِ ، وإخفاقٌ في السَّيْرِ . وهذا التردُّدُ مرضٌ لا دواء له إلا العزمُ والجزمُ والثباتُ . أعرفُ أناساً من سنواتٍ وهم يُقدِمون ويُحجمون في قراراتِ صغيرةٍ ، وفي مسائل حقيرةٍ ، وما أعرفُ عنهم إلا روح الشكِّ والاضطرابِ ، في أنفسِهم وفي من حولهم .

إنهم سمحوا للإخفاقِ أن يصل إلى أرواحِهم فَوَصَلَ ، وسمحُوا للتشتُّتِ ليزور أذهانهم فزار .

إنه يجب عليك بعد أن تدرس الواقعة ، وتتأمَّل المسألة ، وتستشير أهل الرأي، وتستخير ربَّ السماواتِ والأرضِ ، أن تُقدِم ولا تُحجِم ، وأن تُنْفِذ ما ظهر لك عاجلاً غير آجلٍ .

وقف أبو بكر الصدِّيق يستشيرُ الناس في حروبِ الردةِ ، فأشار الناسُ كلهم عليه بعدمِ القتالِ ، لكنَّ هذا الخليفة الصدِّيق انشرح صدرُه للقتالِ ، لأن هذا إعزازٌ للإسلامِ ، وقطْعٌ لدابر الفتنةِ ، وسحقٌ للفئاتِ الخارجةِ على قداسةِ الدينِ ، ورأى بنورِ اللهِ أن القتال خيرٌ ، فصمَّم على رأيه ، وأقسم : والذي نفسي بيدهِ ، لأُقاتلنَّ من فرَّق بين الصلاةِ والزكاةِ ، والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدُّونه لرسولِ الله صلى الله عليه و سلم لقاتلتُهم عليه . قال عمر : فلما علمتُ أن الله شرح صدر أبي بكر ، علمتُ أنه الحقُّ . ومضى وانتصر وكان رأيهُ الطيب المبارك ، الصحيح الذي لا لُبْس فيه ولا عِوَجَ .

إلى متى نضطربُ ؟ وإلى متى نراوحُ في أماكنِنا ؟ وإلى متى نتردَّد في اتخاذِ القرارِ ؟



إذا كنت ذا رأي فكنْ ذا عزيمةٍ

فإنَّ فساد الرأي أنْ تتردَّدا



إنَّ منْ طبيعةِ المنافقين إفشال الخطَّةِ بكثرةِ تكرارِ القولِ ، وإعادةِ النظرِ في الرأي : {لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ } . { الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}.

إنهم يصطحبون « لو » دائماً ، ويحبون « ليت » ويعشقون « لعلَّ » فحياتُهم مبنيةٌ على التسويقِ ، وعلى الإقدامِ والإحجامِ ، وعلى التذبذبِ ، { مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء } .

مرةً معنا ومرةً معهم ، مرةً هنا ومرةً هناك .

كما في الحديثِ : (( كالشاة العائرةِ بين القطيعين من الغنمِ )) وهو يقولون في أوقاتِ الأزماتِ : { لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ } . وهم كاذبون على اللهِ ، كاذبون على أنفسهم ، فهم يسرون وقت الأزمةِ ، ويأتون وقت الرخاءِ وأحدُهم يقول : { ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي } . إنه لم يتخذ إلا قرار الإخفاقِ والإحب اطِ . ويقولون في الأحزابِ : { إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ} . ولكنَّه التخلصُ من الواجبِ ، والتملُّصُ من الحقِّ المبينِ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حــامـل الـمـسـك

حــامـل الـمـسـك


ذكر
عدد الرسائل : 127
تاريخ التسجيل : 15/06/2008

اتخاذ القرار Empty
مُساهمةموضوع: رد: اتخاذ القرار   اتخاذ القرار Icon_minitimeالخميس يونيو 19, 2008 6:23 am

مشكور على هذا الموضوع الحساس..

والتردد بلا شك يدل على عدم الثقة بالنفس..

أعجبني هذا البيت..

إذا كنت ذا رأي فكنْ ذا عزيمةٍ

فإنَّ فساد الرأي أنْ تتردَّدا

تحيااااااااتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اتخاذ القرار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى روائع طيبة :: الإسلامي :: مواضيع أخرى اسلامية-
انتقل الى: